Mittwoch, 4. Januar 2012

الشهيد ناصر السياري تقبله الله

الشهيد ناصر السياري تقبله الله


بطل بدر الرياض...
]إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ[
في ليلة الخامس عشر من شهر رمضان المبارك عامَ ألف وأربعمائة وأربع وعشرين ، وقبل منتصف الليل أقبلت سيارة من نوع تويوتا بيك أب مموهة بشعار قوات الطوارئ يقودها شخص يبدو عليه الثبات والاتزان والهدوء وقامت بالدخول في مجمع المحيا السكني بعد اشتباك مع حراسات المجمع لتنفجر بعد ذلك مدمرة بؤرة من بؤر الصليبيين في جزيرة العرب .
كان ذلك المشهد آخر لحظات المجاهد البطل ناصر بن عبد الله السياري في هذه الدنيا ، وأول لحظاته في الآخرة. " ناصر السياري " ذلك الاسم الذي حُفر في ذاكرة جزيرة العرب وأهلها بل في ذاكرة الأمة كلها حين أقبل يحمل روحه على راحته ليبذلها رخيصة في سبيل الله . "ناصر السياري" ذلك الرجل الذي اختار الموت عزيزًا على لين العيش ذليلاً وتلك والله عادة الأباة الكرام .
بعد ضربات 11 سبتمبر المباركة في نيويورك وواشنطن طلق بطلنا الدنيا ثلاثًا واستقبل الآخرة بقلبه بل بكل ذرة فيه .. حمل معه من متاع الدنيا بُلغة يتبلغ بها إلى حيث يتركها بما فيها لطلابها والمخدوعين بها ، وفي أفغانستان حط رحله حيث شارك إخوانه هناك الإعداد والاستعداد وخاض بعض المعارك إلا أن الله لم يكتب له الشهادة لأمر يريده فعاد مع من عاد من المجاهدين إلى أرض جزيرة العرب .
لم يكن رحمه الله هيابًا ولا جبانًا ، ولم يكن ممن القهقرى مشيه .. بل كان شجاعًا قوي القلب مقدامًا ويتجلى هذا الأمر في صورة مشرقة حين عرض نفسه للخطر نصرة لأحد إخوانه .. وقتها كان الطلب على الشيخ أحمد الدخيل رحمه الله في ذروته بعد كلمة الإفتاء ، وكانت حكومة الردة قد قلبت البلد بحثًا عنه ، وكان من يفكر مجرد تفكير بنصرة أبي ناصر رحمه الله يجعل في حسابه أن نسبة الخطر هي مئة بالمئة فلم يكن ليقدم على ذلك إلا رجل ألغى الحسابات المادية من تفكيره وكان ذلك الرجل هو الشهيد ناصر السياري رحمه الله .
كان يتنقل بأبي ناصر بسيارته الخاصة ليلقي كلماته النارية في مساجد الرياض رغم انتشار المباحث قاتلهم الله ، كان رفيقَه في كلمة مسجد البراك وفي كلمة جامع الراجحي ، وكان رفيقه في كلمة مسجد الفوزان ، وما أدراك ما كلمة مسجد الفوزان ..يومها أعمى الله كلاب الطاغوت عن أبي ناصر ومن معه بخدعة لطيفة أمَرُّوها عليهم . ذلك اليوم أحس أبو ناصر ومن معه بحركة في الحي الذي فيه مسجد الفوزان ، وبعد الانتهاء من الكلمة قام مجموعة من الإخوة بالتجمهر والتحرك لإيهام المباحث أن أبا ناصر معهم بينما خرج هو ومعه السياري رحمه الله وآخرون مسرعين واستقلوا سيارة كان السياري قائدها وغادروا المكان سالمين .
كان رحمه الله يقول لأبي ناصر وقت اشتداد الطلب عليه : "إذا أردت إلقاء كلمة في أي مسجد أخبرني قبل الأذان وسأكون في المكان الذي تريد وأنا أوصلك بإذن الله" ولم يكن ذلك الموقف نقطة نهاية السطر في شجاعته بل أضاف إليه أن استضاف أبا ناصر وبعض إخوانه في استراحة الشفا التي وقع فيها الاشتباك بين أولياء الشيطان وبعض المجاهدين ، وعندما وقع الاشتباك كان ممن خرج سالمًا ولكنه وقع في أسر الطواغيت بعد مدة ليمكث ماشاء الله أن يمكث وليخرج بعدها أشد ثباتًا وأقوى بصيرة بحال الطواغيت وأشد حبًا للجهاد والمجاهدين.
كان بعد خروجه كثير الحديث عن الشهادة ، كثير التمني لها ولم يكن حاله في ذلك كحال أصحاب الكلام الذين ما إن يحين وقت الجد حتى يولوا الدبر بل كان صادقًا نحسبه كذلك والله حسيبه فلم ينشب أن انضم إلى قائمة الاستشهاديين في غزوة شرق الرياض وأخذ لذلك الأمر أهبته ولكن قدر الله كان أسبق حيث حصل تغيير في الترتيب للعملية أدى إلى التعجيل بها فلم يكتب لشهيدنا أن ينال شرف الشهادة في تلك الغزوة ، ولعل الله ادخره لموطن آخر من المواطن التي يحبها ليصطفيه فيه مقبلاً غير مدبر .
لم يكتف شهيدنا بهذا الشوط في ركضه إلى الشهادة بل سعى بعدها حتى التحق بركب المجاهدين في جزيرة العرب مرة أخرى ونعم طالب الشهادة كان .. كان ذا همة عالية في الإعداد والتدريب فقد كان متأخرًا بعض الشيء عن المجموعة التي انضم إليها في التدريبات العسكرية وما شابهها ولكن لم يثنه التأخر عن اللحاق بهم فقد صبر وصابر وبذل من الجهد ما نسأل الله أن يتقبله منه .
شهد له جميع من عاشوا معه في تلك المجموعة بأخلاق كالمسك طيبًا ، كان ذليلاً على إخوانه حسن المعشر دائم الابتسامة سريعًا إلى خدمتهم حلو الحديث ، وكان يبذل ما عنده من علم لإخوانه ولا يضجر من الإعادة والتكرار ولربما شرح الدرس الطويل لأحدهم فما إن ينتهي حتى يأتي آخر فيطلب منه نفس الشرح فيعيده ولربما أعاده مرتين وثلاثًا كل ذلك بنفس طيبة وصدر منشرح ، نسأل الله ألا يحرمه أجر تلك المجالس حين كان يجلس ليشرح طريقة استخدام البيكا وميكانيكيتها وطريقة استخدام الآر بي جي وما يتعلق بها .
كان رحمه الله حافظًا للقرآن كثير التلاوة لآيه ، لا تكاد تدخل عليه في خلواته إلا وتجده مرتلاً ، وكانت قراءته تتميز بالخشوع والتدبر حتى كان من يسمعه يظنه لا يحسن القراءة رغم أنه مجود للقرآن متقن له وما ذلك إلا لكثرة وقوفه عند بعض الآيات وتكراره لبعضها وكنت ترى في وجهه نورًا لاتراه إلا في وجوه الأبرار ونحسبه منهم والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدًا . عايش رحمه الله بعض الاستنفارات فلم يكن ممن تقلقله النازلة حين تنزل بل كان يخوض غمارها رابط الجأش ثابت القلب تعلوه السكينه وتغشاه الطمأنينه .
حين بدأ التحضير لعملية المحيا كان شهيدنا سباقًا إلى طلب الدخول فيها وكان بذلك ينافس بعض إخوانه ممن يروم مرامه ويبتغي مبتغاه حتى بلغ الحال إلى أن يصير بينه وبين أحدهم مشادة أخوية فكان يقول :" لقد فاتني الدخول في عملية شرق الرياض فهذه السيارة لي بإذن الله " وكان كما أراد فقد كان هو قائد سيارة عملية المحيا لما كان يتميز به من براعة في القيادة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده .. ولعل الله أكرمه بالدخول في هذه العملية بصدقه . لقد كان رحمه الله صادقًا في كل شأنه بدءًا بصدق الحديث وانتهاء بصدقه في طلب الشهادة ولعل من علامات صدقه أنه كان لا يرى الرؤيا حتى تقع مثل فلق الصبح في مدة وجيزة وذلك مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه :" إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا" ومن ذلك أنه رأى قبل مقتله بمدة كأن تذاكرَ توزع على بعض المجاهدين منهم من استشهد ومنهم الأحياء وكان هو ممن نالته تذكرة من تلك التذاكر ، فأولت له الشهادة .
كان الوقت يتفارط وعملية المحيا تدنو والعمل في تجهيز السيارة على أشده وكان شهيدنا هو ورفيقه علي المعبدي رحمهما الله يدعوان الله أن يبارك فيها .. وفي ليلة من ليالي رمضان وبعد الانتهاء من تجهيز السيارة لم يرع المجاهدين إلا وكلاب المباحث تحوم حول الاستراحة ولعلها بداية تطويق فدخل أحد المجاهدين على شهيدنا رحمه الله فأخبره الخبر فما كان منه إلا أن قال لعلنا نستخير ، فاستخار بعد أن صلى العشاء والوتر ثم نهض هو ورفيقه يحثان الخطى إلى الجنة ، ورمى هو جعبته وسلاحه فلم يكن معه شيء وما ذلك إلا يقينًا بتأييد الله وحفظه وأنه سيتم العملية ولن يخذلهم .
ركب الشهيدان مركب الموت وسارا مطمئنين واثقين راضيين وهما يتباشران بالقدوم على أحبة لهما سبقوهما ، كان السياري رحمه الله قبل دخول المجمع مباشرة جذلان مسرور ضاحكًا كما روى عنه من شاهده من مجموعة الاقتحام ، وكانت قيادته أثناء الاقتحام هادئة ساكنة بثبات وتؤدة .. فرحمه الله هو ورفيقه رحمة واسعة .
والآن بعد أن فارقنا ذلك البطل لم يبق من آثاره بيننا إلا حسن الذكر وطيب الحديث عن رجل كان بحق رجل رجلٍ ترك وظيفته في الحرس الوطني لله وترك الدنيا معها .. رجلٍ ملك الجهاد عليه شغاف قلبه .. رجل شجاع في الحق لاتأخذه فيه لومة لائم .. رجل أمار بالمعروف نهاء عن المنكر .. رجل لا كالرجال .. وقد شح والله الرجال .. رحمك الله يا ناصر السياري ..
رحمك الله ..

بقلم : أبي ياسر الخالدي
 
روابط شبكة انصار المجاهدين

http://as-ansar.com/vb - رابط مباشر
http://as-ansar.org/vb - رابط مباشر 2
https://as-ansar.com/vb - رابط مباشر مشفر
https://as-ansar.org/vb - رابط مباشر مشفر 2
http://202.71.103.132/vb - رابط رقمي
https://202.71.103.132/vb - رابط رقمي مشفر
http://www.ansar1.info/ - رابط مباشر للمنتدى الانجليزي
https://www.ansar1.info/ - رابط مباشر مشفر للمنتدى الانجليزي

روابط شبكة الشموخ الاسلامية
http://www.shamikh1.info/vb - رابط مباشر
https://www.shamikh1.info/vb - رابط مباشر مشفر

روابط شبكة الفداء الاسلامية
http://www.alfidaa.info/vb - رابط مباشر
https://www.alfidaa.info/vb - رابط مباشر مشفر
http://www.alfidaa.org/vb - رابط مباشر 2
https://www.alfidaa.org/vb - رابط مباشر مشفر 2

روابط موقع التوحيد والجهاد
http://www.tawhed.ws - رابط مباشر
http://alsunnah.info  - رابط مباشر
http://almaqdese.net - رابط مباشر
http://abu-qatada.com - رابط مباشر
http://mtj.tw - رابط مباشر
http://tawhed.net - رابط مباشر


روابط موقع ارشيف الجهاد
http://jarchive.net - رابط مباشر
https://jarchive.net - رابط مباشر مشفر