Mittwoch, 4. Januar 2012

الشيخ الشهيد يوسف العييري

الشيخ الشهيد يوسف العييري
نحسبه والله حسيبه
دمعة حزن على فراق شهيد ..
شموخ في زمن الهوان ..
رحمك الله يا يوسف العييري ، طلبت الشهادة في أفغانستان وطلبتها في الصومال ثم هي تأتيتك لتلقاها مقبلاً غير مدبر على أرض الجزيرة العربية ..

لما سمعت نبأ مقتل أخي الشيخ المجاهد يوسف بن صالح بن فهد العييري في يوم السبت ليلة الأحد 30 / 3 / 1424هـ لم أتمالك نفسي أن جهشت بالبكاء حزناً على فراقه في هذه الأيام العصيبة التي تعصف بها موجة الردة العنيفة التي تجتاح جزيرة العرب لتضرب وتقتل وتعتقل كل مسلم يجاهد الصليبيين ويذود عن حمى المسلمين ..

عزمت حينها على كتابة الترجمة لهذا الشيخ المجاهد ، الذي طالما ألححت عليه أنا وإخواني أن يكتب باسمه الصريح وأن يظهر اسمه بين الناس حتى يصبح معلوماً لديهم لما في ذلك من أثرٍ بالغٍ عليهم في بروز عَلَمٍ عَالمٍ مُجَاهد يكون قدوة في هذا الزمان ، وكان الشيخ يوسف يرفض ذلك رفضاً شديداً ويقول لا يحتاج إلى ذلك ... لأسباب أمنية متعلقة بالمجاهدين ..

درس الشيخ يوسف العييري الابتدائية والمتوسطة ولا أدري أأكمل الثانوية أم لا ؟ , وبعدها خرج إلى أفغانستان شاباً جلداً لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره ومن هناك والجهاد مخالطٌ قلبه ، ومتملكٌ على جوانحه ..

وهب رحمه الله عقلاً حصيفاً ، ورأياً راجحاً ، وحافظةً قوية أهلته بعد ذلك أن يكون أحد المدربين في معسكر الفاروق أيام الجهاد الأفغاني الأول ضد السوفيت ..

قضى في التدريب عدة سنوات وكان يتميز بالحزم والجدية ، حتى إنه رحمه الله قام بدورة في معسكر الفاروق قال للأخوة فيها لدي دورة لن يستطيع على الدخول فيها وإتمامها إلا أولوا العزم وقال للأخوة إنني سأبدأ فيها بالأسلحة الثقيلة وأنتهي بها إلى الأسلحة الخفيفة وأظنه بدأ بالدبابات وانتهى بعد أربعة أشهر بالمسدس حيث لم يصبر معه إلا القلة من الشباب ..

وقد ذكر الأخوة عنه عجائب في قوة الحافظة في الأسلحة والمعلومات الدقيقة المتعلقة بها ، وبالمقابل صبره على المكاره والمصاعب التي لاقاها في المعارك التي شرفه الله أن غبر قدميه فيها ..

ولما بدأت النزاعات بين الفصائل والأحزاب الأفغانية كان الشيخ يوسف حينها الحارس الشخصي للشيخ أسامة بن لادن حفظه الله ، ولما عزم الشيخ أسامة على الخروج إلى السودان أقلته طائرة وهو وبعض الشخصيات المهمة من القاعدة وكان برفقتهم الشيخ يوسف رحمه الله وقد قضى فيها أربعة أشهر كان خلالها الحارس الشخصي للشيخ أسامة بن لادن حفظه الله ..

وخلال هذه الفترة عرف الشيخ أسامة ما لدى الشيخ يوسف من إمكانات وعبقرية في التفكير فكان يطلعه على شيء من أموره ، وإنني لأتذكر الشيخ يوسف وهو يحكي لي عن الشيخ أسامة في السودان وحياته فيها وجهاده وبذله الشيء الكثير الذي يبهر المرء عند سماعه وكنت اسمع له وأرى في عينيه الشوق إلى الشيخ أسامة وإلى تلك الأيام الخوالي ..

إنني أتذكر الشيخ يوسف وهو يحدثني عن عبقرية أبو حفص المصري رحمه الله والعمليات العسكرية التي كان يديرها هناك سواء في الصومال أو تخطيطه على قرنق ( نصارى الجنوب ) والإثخان فيهم عبر خطط الشيخ أسامة وأبو حفص العسكرية ..

وشارك الشيخ يوسف في المعارك التي دارت رحاها في الصومال ضد القوات الأمريكية وكان له نصيب من شرف طردها وهزيمتها في وقت يلهو فيه شباب الأمة عن واقع أمتهم وأحوالها ..

رجع بعد ذلك الشيخ يوسف العيييري إلى جزيرة العرب وقابل العلماء المشهورين آنذاك وبالتحديد قابل الشيخ سلمان العودة وذكر له ما لدى الشيخ من أعمال ومشاريع فقال الشيخ سلمان للشيخ يوسف : ( شرف لي أن أكون أحد جنود أبي عبد الله ) هكذا والله سمعتها من الشيخ يوسف مرتين في موضعين متفرقين بينهما سنة ونصف ..

ولما جاءت أحداث البوسنة كان للشيخ يوسف حضوراً بارزاً مع الأخوة في الدمام وكذلك في كوسوفا حيث ساهم في جمع التبرعات لهم وإفادتهم بما يستطيعه ، وحصل أن الشيخ وضع برنامجاً لمدة أسبوعين لكل من أراد الذهاب للبوسنة من اللياقة البدنية وغيرها مما يحتاج إليه قبل وصول أرض البوسنة ..

ثم جاءت أحداث الخبر والتفجيرات التي حصلت بها فسجن الشيخ يوسف وعذب تعذيباً شديداً في سجن المباحث العامة بالدمام بتهمة أنه من الذين قاموا به ، ويقول عنه الأخوة الذين معه : كنا نراه وهو يحمل على النقالة بعد كل تحقيق من التعذيب الشديد الذي تعرض له حيث ضرب ضرباً شديداً بالسياط والهراوي ونتفت لحيته الطاهرة وغير ذلك من صنوف العذاب حتى أدت بالشيخ يوسف أن يعترف لدى كلاب مباحث آل سلول أنه هو الذي قام بالتفجيرات ..

يقول لي الشيخ يوسف رحمه الله : بعد أن مضت علي أيام في السجن من التحقيق والتعذيب الشديد طلبت من الضابط أن أقابل مدير السجن لأنني أريد أن أدلي باعترافات مهمة وفعلاً استجاب لي فنودي علي من الزنزانة وأتوا بي على كنب فاخر في إحدى الغرف ثم انتقلوا بي إلى مكتب المدير الفخم حيث كان حوله الضباط كل بيده قلم ودفتر يريدون كتابة ما أقوله لهم من اعترافات ، فلما أجلسوني وأنا مقيد بالسلاسل قال لي مدير السجن ماذا لديك تفضل أدل باعترافاتك ..

يقول الشيخ فقلت لهم ببرود : أنا أعلم بالإحراج الذي تمرون به من عدم معرفتكم لمن قام بالتفجير ولكن أنا سأتبرع لكم بأن أعترف بأنني أنا الذي فجرت ومستعد لبذل رقبتي ثمن ذلك ( ولما سألت الشيخ عن سبب ذلك قال : والله لم نعد نستطع تحمل العذاب لقد كدنا أن نفتن في ديننا فالموت أرحم لنا من هذا العذاب ) يقول الشيخ يوسف : ما إن انتهيت من كلامي إلا وألقى مدير السجن بطفاية السجائر الزجاجية على وجهي وقال أخرجوه وأدبوه ...!! ..

واستمر مسلسل التعذيب والذي لا وصف له على شيخنا يوسف رحمه الله حتى أذن الله بأن كشف الفاعل الحقيقي للتفجير حسب رواية المباحث يقول لي الشيخ يوسف : أٌتي بي مرّة إلى الضابط وقال لي مُسراً : أبشرك عرفنا الفاعل الحقيقي وهو ليس منكم بل من الرافضة ولكن لا تخبر أحداً ..!! ثم أرجعوني إلى الزنزانة ..

ومن يومها انقطع التعذيب عن شباب الجهاد بخصوص قضية التفجير ، واجتمع مدير السجن بالضباط وقال لهم : ألبسوا كل متهم سابق في قضية التفجير أي تهمة أخرى حتى يحكم عليه بها !! وفعلاً ألبسوا كل واحد من الأخوة قضية إما تكفير أو نحوها ، ثم حكم عليهم من قبل القضاء التشريعي السلولي ..

بعد ذلك بقي الشيخ في السجن مدة قضى بعضها مع رافضة وكان معهم آية أو سيد وكان الشيخ يوسف يناقشهم ويناظرهم حتى حذر آيتهم بقية الرافضة أي أنها هي توجيه رسائل ، ويلزم مراعاة الظروف والإمكانيات لدى التنظيم لهذه الأهداف واختيارها ..

منه ومن مجالسته يقول الشيخ يوسف : " كنت أتظاهر بالنوم فيبدأ آيتهم بالحديث وإلقاء الدرس عليهم فاستمع له حتى أجد الفرصة مناسبة وأقوم وأرد عليه " .. وقد انزعجوا منه كثيراً لأنه كان صاحب حجةٍ قويةٍ وبيانٍ ثم بعد ذلك انتقل الشيخ يوسف إلى سجن جماعي مع أهل السنة وبعد مضي وقت على هذه الحال أضرب الشيخ عن الطعام بسبب أنه يريد سجناً انفرادياً حتى يتمكن من استغلال وقته ويخلو بربه ، فلبي له طلبه ومكث في السجن الانفرادي سنة ونصف أو أكثر وبعدها أفرج عنه ..

يقول لي الشيخ يوسف : لما سألته عن السجن الانفرادي وهل أصابه الملل ؟ ..

قال لي بالحرف الواحد : كنت والله لا أجد وقتاً أبداً حتى أنني لا أغتسل إلا للجنابة ولا أنام إلا قليلاً وكنت أسابق الوقت..!! ..

وكان وقته في السجن الانفرادي حفظ وقراءة للكتب العلمية ، فحفظ القرآن وضبطه وحفظ الصحيحين وانكب على القراءة والمطالعة في كتب أهل العلم ، وفي يوم من الأيام قال له الجندي السجان : إنني والله أرأف بحالك وما أنت عليه ..؟! ..

فقال له الشيخ يوسف : أنا والله الذي أرأف لحالك ولتعلم أنه لو قيل لي سيكون اليوم ثمانية وعشرين ساعة فأنا موافق لأنني أبحث عن وقت يا مسكين ..!! ..

وذلك أن الجندي استغرب من حال الشيخ في القراءة والإطلاع حيث لم يكن يخرج للتشميس ولا غيره إلا للضرورة حرصاً على الاستفادة بشكل كبير من الوقت .. وكان يقول لي رحمه الله : " والله لقد كنت أعيش لحظاتٍ إيمانيةً ولذةً في السجن لا يعلمها إلا الله ولما جاءني البشير بخروجي من السجن صرخت في وجهه من غير شعور : الله لا يبشرك بالخير !! وكان ذلك عن غير إرادتي وإنما لشدة ما أجده من النعيم في السجن والفائدة العظيمة في طلب العلم التي حصلتها في السجن " ..

ولما خرج الشيخ يوسف من السجن واصل علاقته بالجهاد والمجاهدين وبخاصة شيخ المجاهدين أسامة بن لادن حفظه الله ..

وجاءت قضية الشيشان وقبيلها أحداث داغستان فوقف الشيخ يوسف وقفة حق معهم وكان يكتب الدراسات الشرعية لموقع صوت القوقاز حيث كتب لهم : ( هداية الحيارى في حكم الأسارى ) و ( العمليات الاستشهادية انتحار أم شهادة ) وغيرها من الكتابات السياسية كان آخرها موضوع ( عملية المسرح في موسكو وماذا استفاد منها المجاهدون ؟ ) ..

وكان للشيخ يوسف علاقة بالقائد خطاب ومراسلات في الشؤون العسكرية حيث أعطي الشيخ حنكة عسكرية عجيبة يعجب منها كل من جالسة أو قرأ له ... وكان منه أن راسل القائد خطاب بعد انتهاء الحرب النظامية وبدء حرب العصابات حيث اشتدت على المجاهدين الحال فكتب الشيخ يوسف للقائد خطاب ثمانية عشر احتمالاً للحرب وماذا يصنعون في كل احتمال ، واستفاد منها القائد خطاب كثيراً وشكره عليها ..

وساهم الشيخ يوسف في جمع التبرعات للمجاهدين في الشيشان حيث جمع لهم مبالغ طائلة وحصل بينه وبين بعض العلماء مواقف مؤسفة حيث خذلوه أيما خذلان وأذكر منها موقفاً له مع الشيخ سلمان العودة وهو أن القائد خطاب قال للإخوة حينما كان في داغستان أعطونا مليون دولار ونبقى حتى نهاية الشتاء ونصمد أمام الروس ..

فذهب الشيخ يوسف لأحد الأثرياء فوافق على إعطائه مبلغ 8 مليون ريال ولكن بشرط أن يكتب له الشيخ سلمان ورقة أو يتصل عليه فذهب الشيخ يوسف لسلمان العودة ولكن لا جدوى حيث ماطل الشيخ به ثم قال له ما معناه : أنه غير مقتنع بقضية الشيشان أصلاً ..!! ..

وهكذا واصل الشيخ يوسف مسيرته الجهادية الحافلة بالتضحيات والعمل الدؤوب الذي لا يطيقه إلا القليل من الرجال , واستمرت علاقة الشيخ يوسف بالقضية الشيشانية إلا أنها قلت نسبياً بسبب انشغاله بقضية أفغانستان وإمارة الطالبان حيث صرف جل وقته في دراسة حال هذه الحركة ومصداقيتها ، ثم جاءت الأيام المباركة والتي هدمت فيها أصنام بوذا بأفغانستان فاهتم الشيخ يوسف بذلك كثيراً وقام بمشاريع الإفطار والأضاحي في أفغانستان ثم اتصل بأمير المؤمنين ووزراء الطالبان وحاول الربط بينهم وبين الشيخ حمود العقلا رحمه الله ، وفي حج عام 1421هـ التقى الشيخ يوسف ببعض وزراء الطالبان الذين أتوا للحج ونسق معهم اتصالاً هاتفياً بين أمير المؤمنين وبين الشيخ حمود العقلا رحمه الله وكان ذلك بعد أيام التشريق في الساعة التاسعة مساءً ..

يقول لي الشيخ يوسف : خرجنا من مكة والوقت يداهمنا ولم يكن أمامنا إلا مواصلة السير لأن الشيخ حمود في القصيم , يقول : وكنا متعبين فقررت أنا وصاحبي أن يتولى القيادة هو وأنا أرتاح وأنوم ثم بعد ذلك أتولى القيادة ويرتاح هو .. يقول : فسرنا وغلبتني عيناي ولم أستيقظ إلا على انقلاب السيارة إثر ارتطامها بجمل سائب فحيل بيننا وبين اللقاء وحدثت للشيخ قصة عجيبة مع المباحث خلالها ولكنه وبتوفيق من الله خرج قبل أحداث 11سبتمبر بشهر تقريباً لأمر يريده الله ..

ولما خرج الشيخ من السجن كان له جهودٌ كبيرةٌ في الكتابة عن الجهاد وتأصيل مسائله والذب عنه وتفنيد شبهات المخذلين والمنافقين وكان يشارك في بعض غرف البالتوك باسم عزام ..

وكان الشيخ رحمه الله منشغلاً بتجييش الشباب وتحريضهم للذهاب إلى أفغانستان للمشاركة في معسكرات التدريب هناك وأخرج أربعة أشرطة صوتية تحث على الجهاد والإعداد منها مادة فقهية مسجلة بصوته رحمه الله ..

ثم حصل الحدث العظيم في تأريخ أفغانستان وهو اغتيال القائد الخبيث أحمد شاه مسعود فكانت فرحة الشيخ لا توصف وأذكر أنني مررت عليه حينها وقلت له ما الخبر ؟ ..

فقال لي : إن الشيخ أسامة قال للأخوة : من لي بأحمد مسعود فقد آذى الله ورسوله فانتدب بعض الأخوة أنفسهم لاغتياله واحتساب الأجر والثواب من الله الكريم وحصل ما سمعتم من خبر مفرح ..

وبعدها حصلت الأحداث المباركة في أمريكا معقل الإلحاد فكاد الشيخ أن يطير فرحاً ، اتصلت على الشيخ فقال لي إنه في لقاء مع علماء القصيم حيث حصل ما حصل من نقد بعض العلماء للعمليات التي حصلت في أمريكا ..!! , ونقل لي ما حصل من مناظرات ولقاءات معهم كان لها الأثر الطيب في تأييدهم للجهاد والمجاهدين ..

وبعدها شرع الشيخ في كتابة كتابه القيم ( حقيقة الحرب الصليبية ) والتي أصل فيها العمليات الاستشهادية ورد على جميع الشبه المثارة حولها وحث الأمة فيه على النهوض من الرقاد الذي تعيشه ، وهو كتاب نفيس في بابه كتبه الشيخ خلال تسعة أو عشرة أيام !! ..

حتى إنه لما وصل للشيخ أسامة قال للأخوة : الظاهر أن الكتاب مؤلف قبل العملية لأنه لا يمكن أن يكتب بهذه السرعة ..!! ..

وأنا أشهد بالله أن الشيخ يوسف ما ألفه إلا بعد الحدث ولكنه عكف عليه عكوفاً كاملاً حتى خرج بهذا البحث الفقهي الحديثي الأصولي الذي لا يستطيع أحد الرد عليه ..

وهكذا كان كتاب الشيخ يوسف له بالغ الأثر في تكثير سواد العلماء المؤيدين لعمليات الحادي عشر من سبتمبر لما فيه من تأصيل علمي بأسلوب رصين ، وجمع للأدلة من الكتاب والسنة ..

ولما فرغ الشيخ يوسف من هذا الكتاب شرع في التعديل النهائي لكتابه ( الميزان لحركة طالبان ) وانتهى منه ثم نشره ..

وهكذا بدأت كتاباته كالسيل المنهمر تتوالى مشرقة بنور الكتاب والسنة منها :

دور النساء في جهاد الأعداء والذي طبع بشكل غير رسمي في كتاب باسم عبد الله الزيد ..

ثوابت على طريق الجهاد ، حيث كتب جملة منها وهي على حلقات متفرقة ..

وغير ذلك من المشاركات التي نشرت في مركز الدراسات والمنتديات العامة في الإنترنت ..

وكان من الأمور المؤلمة للشيخ يوسف تخاذل العلماء حتى أنني أذكر لما كنت أتحدث معه عن تخاذل العلماء عن الجهاد تكلم لي بكلام مؤثر ثم بكى ..!! ..

وحصلت له بسبب ذلك كتابات وردود كان قصد الشيخ منها بشكل رئيسي الذب عن أعراض إخواننا المجاهدين في الثغور ..

وله كذلك مشاركة في كتابة سلسة الحرب الصليبية على العراق والتي نزلت في موقع الدراسات حيث كان له فيها أعظم إسهام بل تكاد تكون كتابته فيها 80% , وقد وهبه الله الأسلوب البليغ ، والصبر والجلد مما جعله لا ينقطع عن الكتابة الشرعية والتحليلات السياسية رحمه الله رحمة واسعة ..

وقد عرف الشيخ يوسف عند كثير من العلماء بهذه الصفات حيث كانوا يعترفون له بالفضل والسبق في ذلك ..

وكان الشيخ يوسف جلداً صبوراً على المصائب والأحداث فلكم رُزِىء بمصيبة في حبيب وصاحب له في أرض الجهاد من استشهاد وإصابة وأسر ولكنه مع ذلك كله راضٍ بقضاء الله وقدره مسلم لمولاه ما قضى به ..

كان الشيخ يوسف رحمه الله رقيق القلب سريع التأثر وقريب الدمعة خاصة إذا ذكر المجاهدون والتضحية في سبيل الله وإني لا أنسى يوم أن تكلم عن أبي هاجر العراقي المسجون في أمريكا وذكر سيرته وتضحياته ثم أجهش بالبكاء ..!! ..

وكان إذا ألقى موعظة سمعت فيها البكاء والخشوع خاصة إذا كانت عن الله والدار الآخرة والجهاد والشهادة في سبيل الله ..

كما كان يؤكد على ربط الجهاد وعاطفته بالعقيدة الصحيحة وبالعلم الشرعي ويقول إننا يجب أن نوضح للناس أن الجهاد ما هو إلا تحقيق للتوحيد وتطبيق لمقتضيات شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ونربط الناس بهذا الأمر ليعلموا أهمية الجهاد من جهة وليثبتوا عليه من جهة أخرى وكان يذكر لي مقولة الشيخ عبد الله عزام رحمه الله في هذا الصدد حيث يقول : ( الذي تأتي به للجهاد صورة ترجعه صورة أخرى ) وكان مراده أن بعض الناس ينطلق للجهاد تأثراً عاطفياً فقط إثر صورة رأى فيها تعذيب مسلم أو اغتصاب مسلمة وهذا التأثر طيب لكن الأطيب أن يكون ذهاب المجاهد للجهاد منطلقاً من قناعته العميقة بوجوب هذا الطريق ومدى ارتباطه بعقيدة التوحيد وحمل الهم لنشرها بين الناس وإقامة الدولة التي تلتزمها وتطبقها ..

جمعت للشيخ يوسف الدنيا بحذافيرها ، ولكنه طلقها تطليق الثلاث واختار أن يحيى حياة العز حتى ينال مبتغاه ، فأبوه تاجر قد فتح الله عليه ولكن يوسف كان غير آبه بهذه الدنيا وقد وجد من أبيه تأييداً ورضىً بما هو عليه من عمل وجهاد ، ناهيك عن والدته التي كثيراً ما كانت تؤيده وتزيده ثباتاً بل وتوصيه بعدم تسليم نفسه .. فلله درها من أمٍ كريمة أنجبت بطلاً شجاعاً لا يهاب المنايا ..

كان الشيخ يوسف متواضعاً إلى درجة كبيرة حتى إنه لا يعد نفسه شيئاً وتشعر أنت إذا جلست معه أنه يعتقد أنك أعلم منه وأفقه ، و لا يرضى بأن يتقدم في الكلام على أحد خاصة إذا كان عالماً أو طالب علم ، فكان آية في التواضع لا يتصنع ذلك أو يتكلفه بل هو سجية وخصلة وهبه الله إياها ..

كان رحمه الله موسوعة علمية في كل شيء إذا تكلم في العلوم الشرعية قلت هذا العالم الفقيه ، وإذا تكلم في الأمور السياسية قلت هذا سياسي بارع ، ومع ذلك كله كان له عناية بالحاسب والكمبيوتر والبرمجة إضافة إلى الإحاطة بالعلوم العسكرية إحاطة القائد العسكري المحنك ، مع إلمامه بعلم الطبوغرافيا والتكنلوجيا والإلكترونيّات ..

منحه الله قبولاً لدى الناس فلا يقابله أحد إلا ويحبه وما أعلم أن أحداً حمل عليه أو أنكر منه خلقاً أو طبعاً بل كان مقبولاً لدى الناس لما يمتلكه من خلق حسن وصفاء في السريرة نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً ..

كان رحمه الله يدعو الشباب والمجاهدين إلى ترك الترف والنعيم ويدعوهم إلى التقشف وشظف العيش لتعويد النفس على الصبر وتحمل المشاق في أرض الجهاد وكان يمضي أياماً لا يأكل إلا القليل من الطعام مع أن حاله ميسور ولكنه يريد التعود على المشاق ..

كان كريماً سخياً لا يتكاثر العطاء والبذل لإخوانه ومع ذلك فقد كان أميناً وحريصاً على أموال المجاهدين التي تصل إليه حيث يوصلها إلى مستحقها ومن بذلت له ..

طارده آل سلول بناء على طلب أمريكا وطلبوا منه تسليم نفسه منذ فترة تزيد على السنة فأبى أن يستسلم لهم أو يرضى الدنية في دينه والحمد لله أنه فعل ذلك فكم قدم للدين والأمة من أعمال جليلة خلال هذه السنة بما لا يستطيع القيام به إلا في خمس سنوات..!! ..

وأنا لا أذكر ذلك من باب المبالغة لا والله ولكن من باب العلم وذكر ما رأيت بل بعض ما رأيت .. كانت تمضي عليه الساعات الطوال ولم يسترح أو ينام بل ربما واصل بعض الأيام من دون نوم .. ولم يكن النوم ينال من جدوله اليومي إلا النزر اليسير بما يحتاجه لإقامة صلبه رحمه الله ..

عاش طيلة هذه السنة مشرداً طريداً يترقب العدو ليل نهار ، سلاحه لا يفارقه ، وحذره واحتياطه دائم ..

وكان يقول لي : يا أخي لسنا أكرم من صحابة رسول الله الذين عاشوا في المدينة في خوف وهلع حتى أجلوا اليهود عنها وذكر لي قول أحد الصحابة : " وما بنا يا رسول الله إلا الخوف وسيف أحدنا على عاتقه ... " فكان يتسلى بحال الصحابة رضوان الله عليهم ..

كان الشيخ يوسف رحمه الله : لا يرى أهله - أي أباه وأمه - إلا لماماً ، حتى انقطع عنهم في الفترة الأخيرة لما اشتد الطلب عليه ، بل إنه انقطع عن بنياته الصغيرات الثلاث وأكبرهن مريم وذلك في آخر الأيام وكتب لهن القصيدة المؤثرة التي نشرت في رسالته قبل استشهاده رحمه الله وبقي في مطاردات في آخر الأيام حتى قتل رحمه الله شهيداً بعد أن دافع عن نفسه بما يستطيع وفضل أن يقتل في سبيل الله على أن يبقى أسيرا لدى طواغيت الجزيرة عجل الله عقوبتهم وجلاءهم . وأسوته في ذلك الصحابي الجليل الذي قال لما أدركه الطلب ( أما أنا فلا أنزل اليوم في ذمة كافر ) ولسان حاله يقول :

ولست أبالي حين أقتل مسلما ..... على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ ..... يبارك على أوصال شلوٍ ممزعِ

لقد رحل أبو محمد وكان رجلاً مغموراً لا يعرفه كثير من الناس وهل يضره ذلك شيئاً ما دام أن الله يعرفه وستشهد له الجهود العظيمة التي قدمها لنصرة الدين ونفع المجاهدين بأنه من خيرة رجال الأمة اليوم ..

وانتهت بذلك حياة شاب وشيخ من شباب الأمة جمع بين فضائل كثيرة من العلم والدعوة والجهاد والعبادة على خير حال وأحسنه إن شاء الله وحقق ما يصبو إليه كل شاب عرف طريق الهداية فهنيئا لك يا أبا محمد ..

والله لقد بكيناك أكثر من بكائنا على كثير من أحبتنا ..

لقد بكيناك ونرجو أن ما عند الله خير لك ..

ولكننا كنا نرجوك لهذه الأمة المسكينة التي لا تجد من ينصرها ويقيم شرع الله فيها إلا القليل النادر ..
لن ننساك يا أبا محمد ..
والله إن من عايشك ليصعب عليه أن يتجاهل تأثيرك على حياته ..
لقد رأيناك تفعل لنصرة الجهاد مالا تفعله المؤسسات المنظمة والجهود المركزة ..
لقد كنت فريد المثال نادر الطراز ، وقتك كله للجهاد والمجاهدين ..
رحمك الله يا أبا محمد .. رحمك الله يا أبا محمد .. رحمك الله يا أبا محمد ..
 
 وكتبها : محمد بن أحمد السالم
 
روابط شبكة انصار المجاهدين

http://as-ansar.com/vb - رابط مباشر
http://as-ansar.org/vb - رابط مباشر 2
https://as-ansar.com/vb - رابط مباشر مشفر
https://as-ansar.org/vb - رابط مباشر مشفر 2
http://202.71.103.132/vb - رابط رقمي
https://202.71.103.132/vb - رابط رقمي مشفر
http://www.ansar1.info/ - رابط مباشر للمنتدى الانجليزي
https://www.ansar1.info/ - رابط مباشر مشفر للمنتدى الانجليزي

روابط شبكة الشموخ الاسلامية
http://www.shamikh1.info/vb - رابط مباشر
https://www.shamikh1.info/vb - رابط مباشر مشفر

روابط شبكة الفداء الاسلامية
http://www.alfidaa.info/vb - رابط مباشر
https://www.alfidaa.info/vb - رابط مباشر مشفر
http://www.alfidaa.org/vb - رابط مباشر 2
https://www.alfidaa.org/vb - رابط مباشر مشفر 2

روابط موقع التوحيد والجهاد
http://www.tawhed.ws - رابط مباشر
http://alsunnah.info  - رابط مباشر
http://almaqdese.net - رابط مباشر
http://abu-qatada.com - رابط مباشر
http://mtj.tw - رابط مباشر
http://tawhed.net - رابط مباشر


روابط موقع ارشيف الجهاد
http://jarchive.net - رابط مباشر
https://jarchive.net - رابط مباشر مشفر