Mittwoch, 4. Januar 2012

الشهيد طلال العنبري

الشهيد طلال العنبري
( حيدرة الجدّاوي )

البطل المقدام الشجاعُ الجريء ، رجلٌ يبتغي الموت مظانه نحسبه والله حسيبه ، قلما تجد مجاهداً في أفغانستان لا يعرفه ، رجل بألف ورب رجلٍ بألف وألفٍ بخف !! ..


النشأة في الحجاز :


نشأ في جاهليةٍ عظيمة ، لكنه كان يعشق الجهاد في سبيل الله ويحدث نفسه به ، يحدثني عن نفسه قائلاً : لقد أسرفتُ على نفسي بالذنوب ولكنني كنتُ أحبُّ الجهاد في سبيل الله وأتشوّق لسماع أخباره ، وفي المقابل كنتُ أبغضُ آل سلول وأكرههم وأعلمُ أنهم عملاء للنصارى ، فسألته : وكيف كانت قصة الاستقامة ؟ فقال لي : في إحدى الليالي كنتُ عائداً إلى المنزل قبيل صلاة الفجر وكنتُ أريد النوم ، وكنتُ أفكّر في حالي ومآلي ، فلما نمتُ رأيتُ في المنام أن رجلاً أتاني وصَعَدَ بي إلى السماء السابعة - وكانت فرائصي ترتعد من الخوف - وكنتُ ممدداً كهيئتي على الفراش ، فقال لي الرجل : انظر إلى يسارك ، فنظرتُ فرأيتُ النارَ وعذابها ، ورأيتُ من الأهوال ما الله به عليم ، وأنا أتذكر ذنوبي ، فقال لي : هذا مكانك لو عصيتَ الله ، ثم قال لي : انظر إلى يمينك ، فنظرتُ فرأيتُ الجنةَ ونعيمها ورأيت من الجمال شيئاً كاد يذهبُ له عقلي ، فقال لي : وهذا مكانك لو أطعت الله ، ثم عاد بي إلى الأرض حتى رجعتُ إلى فراشي ، ثم استيقظت من نومي وأنا في خوفٍ وهلع عظيمين ولا أكاد أصدق ما الذي حدث لي ، ثم بكيتُ بكاءً شديداً واستمريت أبكي بصوتٍ مرتفع حتى استيقظ كلُّ من بالمنزل ، ثم أذّن الفجر فقمتُ واغتسلتُ وذهبتُ للمسجد وصليّتُ الفجرَ وأنا أنوي التوبةَ النصوح لله عز وجل ، ثم توجّهتُ لحفظ القرآن وطلب العلم وكان كل من يعرفني مندهشاً لحالي ، وتأثر باستقامتي جمعٌ من أصحابي فالتزموا أيضاً ولله الحمد ..


النفير إلى أرض البطولات :


ويكمل طلال قائلاً : استمريت على طلب العلم والشوق إلى ساح المعارك وميادين الإعداد مازال أملاً يداعب خاطري ، وفي أحد الدروس العلمية قال لي أحد طلبة العلم الفضلاء : لماذا لا تذهب إلى الجهاد ؟ فعزمتُ على الذهاب لأني أعلمُ أنه فرضُ عينٍ عليّ ، ويسّر الله لي الذهاب إلى أرض أفغانستان الأبية – قبل غزوة سبتمبر بسنتين تقريباً - ..

قلتُ : وقد بَرِعَ رحمه الله في علوم الأسلحة ، وقد توجّه بعد إكماله للدورة التأسيسية في الفاروق إلى خط ( باقرام ) شمال كابول ، ولم يغادره حتى سقطت كابول ، وقد استفاد من بقائه في الخط فائدة عظيمة ، وقد أظهرت المعارك الشرسة التي خاضها معدنه الأصيل ، فقد برزت شجاعته الفائقة في خط باقرام ، وكان رحمه الله دائماً في خندق الكمين – وهو أقرب خندق من جهة العدو ، وعادةً هو أول خندق يشتبك مع العدو – وكان إذا اشتد القتال لا تكاد تعرف حيدرة من شجاعته وإقدامه ..

ضَروبٌ لهامِ الضاربي الهام في الوغى ..... خفيف إذا ما أثقل الفرس اللبد
بصير بأخذ الحمد من كل موضع ..... ولو خبأته بين أنيابها الأسد
وسيف لأنت السيف لا ما تسله ..... لضرب ومما السيف منه لك الغمد

وكان الإخوة الأمراء يتمنى كل واحدٍ منهم أن يكون حيدرةُ من أفراده ، وذلك لِما علموا وسمعوا عن شجاعته الفائقة ومواقفه الجريئة في العديد من المعارك التي شارك فيها وكان له نصيب الأسد من المواقف فيها ، ومما أذكرُ من قصص شجاعته النادرة أن المسعوديين ( نسبةً إلى قائدهم أحمد مسعود ) قاموا بهجومٍ عنيف على خطوط الإخوة ، وكانت في مقدمة العدو 12 دبابة ، وكان حيدرة في ذلك الوقت يحمل رشاشاً متوسطاً ( بيكا ) وكان في الخندق الأمامي ، فلما رأى قوةَ الهجوم قامَ بتسليم البيكا لمساعده ، وانسحب إلى المركز في الخلف وأحضر مدفع 82 وعدد كبير من القذائف ، وكان معه أحد الإخوة اليمنيين ، المهم الآن أن مكان المدفع لابد أن يكون مكشوفاً حتى يصيب أكبر عدد ممكن من دبابات العدو ، وكان في الخط تبة كبيرة لا يوجد عليها أي سلاح للإخوة ، وذلك لخطورتها وانكشافها بالكامل بالنسبة للعدو ، فتوجه حيدرة وأخوه اليمني إلى وسَطِ التبّة ، وقاما على مرأى من العدو ومسمع بنصب المدفع ، حينها صوّب العدو كل أسلحته من دبابات ورشاشات ومدافع على حيدرة وصاحبه ، وقاموا برمايتهم رمايةً مكثفة حتى أنهم أحرقوا التبّة عن بكرة أبيها والأسدان مازالا ثابتين مع أن القذائف والرصاص ينهال عليهم مثل المطر ، وتمكنا أخيراً من نصب المدفع وأطلق طلال أول قذيفة فسقطت قبل الدبابات المتقدمة فقام بإعادة توجيه المدفع - وكأنه وصاحبه في نزهة !! – ثم أطلق القذيفة الثانية فأصابت أول الدبابات المتقدمة وأحرقتها ، فلما رأت العدو ما أصاب طليعته انسحبت جميع القوات المهاجمة وانتصر المجاهدون في تلك المعركة بفضل الله عز وجل ثم بثبات حيدرة وأخيه رحمه الله ، ويقول أحد الإخوة عن هذه المعركة : استغرب جميع الإخوة من رماية العدو على التبة لأنها خالية من أي سلاح وكانت الرماية كثيفة جداً ، فلما أمعنّا النظر في التبة وجدنا البطل حيدرة وصاحبه في قلب الرماية ، فاندهش الجميع وقالوا : ما الذي أتى بهم إلى هذا المكان المكشوف ؟! فسبحان من ثبّتهم حتى استطاعوا رد هذه الهجمة ..


داخلَ قبرٍ متحرّك :


لما انسحب الإخوة من كابل توجه حيدرةُ إلى قندهار ، ولقد قابلتُه في قندهار رثّ الثياب أشعث أغبر ، فلما علم القائد ( أبو الحسن ) بقدوم حيدرة قام بتسليمه إحدى دبابات المجاهدين في الخط ، وكان حيدرة هو الذي يرمي من داخل الدبابة على العدو ، وقد أثخن فيهم نحسبه والله حسيبه ، ولقد رأيتنا في الخطوط الأمامية والطيران يرمي علينا حمولته بشكل جنوني ، وفي إحدى الليالي وأثناء احتدام القتال كان حيدرُ داخل الدبابة - والتي يسميها الإخوة القبر ؛ وذلك لانكشافها وكثافة اللهب الذي يخرج من سبطانتها مما يدلّ عليها – كلّ هذا والطيران فوقنا وقذيفة واحدة تكفي لأن تحيل الدبابة إلى أثرٍ بعد عين ، ولكنّ قذائف البطل حيدرة استمرت تصلي العدو بنارٍ حامية ، ولقد كنا متعجبّين من ثباته مع قصف الطيران الوحشي حيث إن صواريخ الطائرات تقع على بعد أمتار من دبابة حيدرة ، كلّ هذا وهو مستمر في الرماية ..

وكان يخاطب إخوانه مذكراً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( .. واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ) وكان رحمه الله عندما تنتهي القذائف التي لديه يتوجه لخندق الكمين ويأخذ البيكا ويشترك في القتال القريب ، ومازلت أذكر إحدى الكرامات التي حدثت له في الخط ، فقد كان في أحد الأيام داخل دبابته فوجّه المدفع على أحد مواقع العدو ثم ثبّته على هذا الموقع ، وإذا بالمدفع يتحرك لوحده ويتجه لموقع آخر ليس به أحد !! قام طلال بإرجاعه للموقع المطلوب قصفه ولكن المدفع رجع مرةً أخرى !! تكرر الأمر فاستغرب حيدرة جداً لأنه وفي العادة من المستحيل أن يتحرك المدفع لوحده ، فنادى إخوانه الموجودين معه - طاقم الدبابة – وأطلعهم على الأمر ووجه المدفع أمامهم فتكرر نفس الأمر ، حينها سمّى حيدرة بالله ورمى الموقع الذي توجّه إليه المدفع وهو لا يعلم عنه شيئاً ، وتأتي الكرامة حينما اكتشف المجاهدون أن قوات العدو قامت بحركة التفاف على الإخوة وأرادت مباغتتهم ، وكانوا يمرون في نفس ذلك الموقع وقامت قذائف حيدرة بحصد أكثرهم وهذا باعتراف أحد أسراهم !! .. ومكث البطل في دبابته حتى أصاب جنزيرَها صاروخُ طائرة وأصيب أحد الإخوة بجانب الدبابة وسلّم الله حيدرة فخرج من الدبابة بعدما أُعْطِبت ..
وحسبك من مواقف شجاعته هجومه هو وأخوه مصطفى مباركي رحمهما الله على ثمان مائة جندي من جنود الطواغيت في جدة لنجدة إخوانهما المحاصرين ، اثنين يهاجمان ثمان مائة ويفكان الأطواق الأمنية حتى يصلا إلى إخوانهما ويلقيا الله عز وجل بعد ذلك مقبليَنِ غير مدبريَن نحسبهما والله حسيبهما ..

بيعة الموت :


لبث حيدرة يقاتل الصليبيين مع إخوانه حتى حصل انسحاب قندهار فتوجه إلى شاهي كوت ولبث فيها فترة ، حتى قام بعض المنافقين بنصب كمين لحيدرة واثنين من إخوته الأفغان فأصيبوا ونجا هو بأعجوبة ، ثم تبايع حيدرة مع بعض إخوانه على العمل في أرض الجزيرة العربية ساعين لتطهيرها من المشركين ، وكان من تلك العصابة البطل متعب المحيّاني ، ووصل الأبطال إلى الجزيرة التي اشتاقت لمقدمهم أيما شوق ، وكان رحمه الله أحد المؤسسين للعمل داخل الجزيرة ، ومنذ اليوم الأول قام البطلان متعب وطلال بالعمل في إحدى مجموعات التجهيز وكان لهما الفضل بعد الله في إدخال قسم كبير من الأسلحة للإخوة ، ثم انتقل طلال رحمه الله إلى معسكر البتّار للإشراف على التدريب العسكري ، وقد استفاد منه الإخوة كثيراً للخبرة التي كان يمتلكها ، ثم تم تعيينه أميراً لإحدى خلايا التنفيذ وكان الرجل المناسب في المكان المناسب ، وقد قاتل رحمه الله قتال الأبطال في بعض المواجهات على أرض الجزيرة ، منها مواجهة استراحة الأمانة فقد كان فيها يحمل البيكا ويصلي العدو بلهبها رحمه الله وتقبّله ، نُشرت صورته ضمن قائمة الشرف المحتوية على صور 26 أخا مجاهداً من خيرة شباب الأمة ، وقد كان مطلوباً قبلها بمدة حيث أن صورته كانت معممة على نقاط التفتيش قبل تفجيرات شرق الرياض المباركة لأنه كان من الأوائل في هذا الجهاد ..


الرؤيا العجيبة :


كان رحمه الله معروفاً بالرؤى العجيبة التي كان دائماً ما يراها ، وكان يحدثني أنه دائماً ما يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك أنه عندما كان في باكستان رأى أنه جالسٌ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة ، وكان يشتكي لرسول الله – بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم - تخاذلَ الأمةِ عن نُصْرَةِ دينِ الله ، فقام عليه السلام وهو غاضب ، ووقف أمام النافذة وأخذ يخاطب الله عز وجل ويقول : يا رب أمتي أمتي ، ثم عاد عليه السلام وهو مبتسم وكأنه يبشّر حيدرة بالنصرة ..


رفقاء السلاح :


كان رحمه الله محبوباً من إخوانه المجاهدين ، وقلّ من تجده لا يعرف طلال من المجاهدين في أفغانستان أو في الجزيرة ، وقد رافقه في جهاده داخل جزيرة العرب البطل الشهيد نحسبه والله حسيبه متعب المحيّاني حتى قُتِل رحمه الله ، ورافقه أيضاً البطل الشهيد نحسبه والله حسيبه مصطفى مباركي رحمه الله حتى ختم الله لهما بالقتل في أرض محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..


أشداء على الكفار رحماء بينهم :


نعم ، تلك كانت صفةُ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذه صفة إخواننا ممن سبقونا - نحسبهم والله حسيبهم - ، وقد كان حيدرة عجيبٌ أسلوبه في التعامل مع إخوانه المجاهدين ، فقد كان كثير الدعابة والمرح مع إخوانه ، طيّب المعشر ، دائماً ما يسرُّ إخوانه بمزاحه اللطيف ، ومن مواقفه الطريفة أنه عندما دخل على أبي حفص المصري ( الكومندان ) رحمه الله كان الأخ الذي ينادي على الأسماء ينادي : الأخ حيدرة اللبناني ، فدخل طلال ، ولكن أبا حفص لم يعره انتباهه ، وظل ينتظر الأخ اللبناني !! فقال حيدرة : أنا حيدرة اللبناني ، فدُهش أبو حفص وقال : أنت اللبناني !! ثم ضحك رحمه الله ، لأن حيدره كان أسمر رحمه الله ..

ومن مواقفه كذلك أنه كان كثيراً ما ينجيه الله عز وجل من بعض المواقف التي يتحقق الهلاك فيها لولا عناية الله ، ومنها المواقف التي ذكرتها آنفاً وهذا الموقف : كان رحمه الله داخل أحد الخنادق ، فأتت دبابة للعدو وقصفت الخندق مباشرة ، وتهدم الخندق ودُمّر ، فأتى الإخوة يصيحون : قُتِلَ حيدرة ، قُتِلَ حيدرة ، وإذا به يخرج وهو ينفض التراب عن رأسه ويضحك ، لأجل هذا كان الإخوة يمازحونه ويقولون له : يبدو أنك ستعمَّرُ ....!! ولكن الأجل وافاه قبل ذلك رحمه الله ..

تراهم ركّعاً سجّداً :


كان رحمه الله وتقبله يقوم الليل كثيراً ، وكانت حالته تتغير في موقفين : عند اشتداد القتال ، وعند قيام الليل ، عندما تشاهده في أحدهما لا تكاد تعرفه ، فقد كان يبكي ويتضرّع ويرفع صوته بالبكاء في قيام الليل رحمه الله حتى أنك تكاد تقسم بالله أن الله لا يرد دعاء هذا الرجل ولا يخيّبه ، نعم .. أولئك قومي .. فرسانٌ بالنهار رهبانٌ بالليل تراهم ركّعاً سجّداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله ، نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكّي على الله أحداً ، وكان يكثر من صيام التطوع وفي الغالب أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ..

وبعد .. رحمك الله يا حيدرة ، وأسكنك فسيح جنّاته ، وألحقك بإخوانك الذين سبقوك ، وجمعك مع الأحبة محمدٍ وصحبه ..
 بقلم : أسامة النجدي
 
 
 
روابط شبكة انصار المجاهدين

http://as-ansar.com/vb - رابط مباشر
http://as-ansar.org/vb - رابط مباشر 2
https://as-ansar.com/vb - رابط مباشر مشفر
https://as-ansar.org/vb - رابط مباشر مشفر 2
http://202.71.103.132/vb - رابط رقمي
https://202.71.103.132/vb - رابط رقمي مشفر
http://www.ansar1.info/ - رابط مباشر للمنتدى الانجليزي
https://www.ansar1.info/ - رابط مباشر مشفر للمنتدى الانجليزي

روابط شبكة الشموخ الاسلامية
http://www.shamikh1.info/vb - رابط مباشر
https://www.shamikh1.info/vb - رابط مباشر مشفر

روابط شبكة الفداء الاسلامية
http://www.alfidaa.info/vb - رابط مباشر
https://www.alfidaa.info/vb - رابط مباشر مشفر
http://www.alfidaa.org/vb - رابط مباشر 2
https://www.alfidaa.org/vb - رابط مباشر مشفر 2

روابط موقع التوحيد والجهاد
http://www.tawhed.ws - رابط مباشر
http://alsunnah.info  - رابط مباشر
http://almaqdese.net - رابط مباشر
http://abu-qatada.com - رابط مباشر
http://mtj.tw - رابط مباشر
http://tawhed.net - رابط مباشر


روابط موقع ارشيف الجهاد
http://jarchive.net - رابط مباشر
https://jarchive.net - رابط مباشر مشفر