Mittwoch, 4. Januar 2012

أبو أنفال قناص الموصل.. كتيبة قنص جوالة! حسين المعاضيدي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لم يسبق لإمبراطورية الشر الأميركية، وطيلة الحروب التي مرت بها وخاضتها جيوشها وأساطيلها، أن تعرضت إلى عمليات قنص كالتي تعرضت إليها في بلاد الرافدين، فقد استهدفهم القناصة المجاهدون في كل ركن من أركان هذه الأرض المباركة، في الشوارع، في الحارات، في الأزقة، على أسطح البنايات، في الطائرات والأبراج والقواعد، على ظهور الدبابات والهمرات والناقلات، في طول البلاد وعرضها، فوق كل أرض العراق، وتحت كل سماء، حتى أجبر هؤلاء الأفذاذ جنود الاحتلال على وضع الدمى في أبراجهم بدل الجنود رعباً وخوفاً من الموت الذي جاءهم من كل حدب وصوب!
(أبو أنفال) قناص لم تنجب الساحة مثله أبداً، يعرفه المحتلون قبل غيرهم، لم يستقر يوماً في منطقة بعينها، بل كان كموكٍ جوال، يتنقل في أرجاء البلاد، ولا يفارقه سلاحه الذي يخفيه بطريقة مذهلة، حتى تمكن، ولوحده، من قنص أعدادٍ مهولة من جنود الاحتلال، فاق تعدادها نصف إحصائية (البنتاغون) التي يدعيها منذ احتلال العراق ولغاية الساعة، بشهادة المحتلين أنفسهم ومن كان معه من إخوة الجهاد.
تنافست وسائل الإعلام والفضائيات على استعراض عمليات قنصه الغريبة والسريعة والدقيقة، فنال شهرة واسعة، جعلته كالقمر في سماء الإسلام، وكالنجم في غياهب الدجى، تلك مكانته في الدنيا، وفي الآخرة جنان ومنازل لا يعلم علوها ومنزلتها إلا الله، نحسبه كذلك..
قصة هذا البطل الأسطوري (أبو أنفال) والذي يصفه البعض بـ(كتيبة قنص جوالة) استعرضتها في هذا الموضوع الصحفي:
حسين المعاضيدي



أبو أنفال قناص الموصل.. كتيبة قنص جوالة!


يتحدث البنتاغون عن بضعة آلاف من القتلى لا يتجاوزون الأربعة ألاف ونيف سقطوا في نار جحيم العراق، ظناً منه انه سيتمكن بغرباله حجب شمس الحقيقة لما يجري للجيش الغازي في بلاد الرافدين، فهل سمع ذلك الجهاز الأفاك (البنتاغون) بقناص الموصل الشهير، الذي حصد لوحده أكثر من نصف العدد الذي يعلنه (البنتاغون) في بياناته الرسمية المغلوطة، وإحصاءاته الكاذبة، وهل شاهد صور الكثير من عمليات هذا القناص عبر الإعلام، وكيف كان يقنص الجندي المحتل، وكل من يصل لنجدته أو إسعافه في غمضة عين، وهل شاهد كيف كان يلقي بهم من فوق أسطح العمارات السكنية الشاهقة الارتفاع.. ويا ترى هل وصلته أخبار جنوده الذين كان يقتنصهم حتى وهم في طائراتهم المروحية قبل أن يقتنصهم في أبراج قواعدهم ومقراتهم وشوارعنا وحاراتنا!؟
يقيناً أنهم سمعوا بذلك القناص المجاهد، وشاهدوا له الكثير من الصور التي مكنه الله فيها من قتل جنودهم فيها، والتي تسابقت العديد من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية ومواقع الإنترنت على عرضها، ذلك القناص (الأسطورة) الذي ظل يحصد فيها بلا هوادة رقاب من جاءوا محتلين، منتهكين، غاصبين، فراح يفترسهم الواحد تلو الآخر أينما وجدهم، فكان كمطحنة رحى وناعور لا يتوقفان، وكيف له أن يتوقف والأرض والعرض مغتصب، والدين مستباح!؟
يحمل أنواعا عدة من أسلحة القنص، لكن أحبها إلي نفسه تلك التي حورها من سلاح الـ(برنو) القصيرة الطول، والمشهود لها بدقة إصابتها للأهداف، كيف لا وهي التي كان يستعملها آباؤنا وأجدانا في صيد الحيوانات والطيور من مسافات بعيدة، بل ويصدون بها هجمات وحوش البرية القاتلة التي تنتشر في صحراء العراق الغربية.
أحب (البرنو) وعشقها لأنها تذكره بتاريخ الأجداد، الذين عاشوا على ظهراني هذا البلد وهم يتجولون فيه بحرية، وينامون ليله بهنية، ويسيرون في نهاره بروية، قبل أن يفقد الحرية أبناء هذا الجليل، الذي يجثو على صدره أبشع احتلال مر عبر القرون، فاق ببشاعته هولاكو ومغوله، وتجاوزت شراسته غزوات الروم، وزاد حقده حقد المجوس على العرب وعلى أمة الإسلام، فهو احتلال صليبي، مغولي، فارسي، روماني، صهيوني، اجتمعت فيه ملة الكفر كلها على أمة الإسلام، وهو ما دعا أبناء هذا الدين المحارب ليتمسكوا أكثر بمنهجهم القويم، ونبيهم الكريم، ويتشبثوا أكثر بأرضهم، ويسعوا بشتى الطرق والوسائل لصد العدوان، ورد الطغيان، وإنقاذ الأوطان، وتحرير الإنسان، فبرز في هذه الأمة عمالقة كبار، بعضهم عرفه القاصي والداني، والبعض ظل مجهولاً، لا يعرف ببطولاته إلا الله، وأقرب المقربون، رغم عظمة مفاخرهم، التي وأن خفيت علينا، لكن عدونا يعرفها تمام المعرفة، ومن هؤلاء (أبو أنفال) قناص الموصل الشهير الذي حصد رؤوسا حينما رآها قد ايعنت وحان قطافها، قام بقطفها!
هو في منتصف العقد الرابع من العمر، وله أربعة أطفال، بنين وبنات، دقة قنصه لم تأتِ اعتباطاً فهو حمل لقب (بطل الرماية) باستحقاق لإجادته القنص، فهو كان أحد أمهر الرماة في الجيش العراقي السابق، والذي كان يحمل فيه رتبة رائد، وحينما جاء المحتل الغاصب شمر عن ساعديه، وراح يستخدم ما تعلمه وخبره في الجيش في جهاده، سعياً وراء نصرة الدين والفرض، وتحرير الأرض، وصداً عن العرض.
لم يسمح لأبنائه وأولاده أن يكونوا يوماً حجراً عثرة في طريقه، فغلب حبه لله ولرسوله حبه لأمه وأبيه وأولاده وزوجته، مطلقاً الدنيا بالثلاث، باحثاً عن نصرة هذا الدين الذي استودعنا إياه رب العزة، فأقبل على سوح الجهاد بوجه متهلل، وثقة عالية، وأيمان كبير، فأصبح، بفضل الله، وبفضل عمليات قنصه الدقيقة، والكثيفة، نجماً لامعاً في سماء العراق والإسلام.
أمتاز عن غيره في عدم القنص من ذات المكان مرتين، إلى جانب سرعة قنصه ودقته، فهو يحتاج بحسب مرافقيه ومن كانوا بمعيته إلى أثني عشرة ثانية لأستمكان الهدف المتنقل وإصابته بدقة، في حين أنه لا يحتاج لأكثر من ثانيتين إلى ثلاث فقط لقنص الهدف الثابت، ويؤكد إخوته في الجهاد انه لم يخطئ يوماً هدفاً، ولا يتذكرون أن جندياً للاحتلال نجا يوماً من الموت بعد قنصه إياه..
يختار أهدافه بعناية، ويختار سلاح القنص لكل عملية، فالعمليات الانفرادية أو التي يقنص فيها جنديين أو ثلاثة لا أكثر كان يستخدم فيها سلاح البرنو (المحوّر)، أما التي تستوجب سرعة وإعدادا أكثر فكان يلجأ لأسلحة القنص الأوتوماتيكية، أما تلك القريبة جداً فكان يستخدم فيها المسدس من عيار ستة عشر ملماً، وكانت سيارته لا تخلو من سلاح القنص أبداً، بعد أن صنع له أماكن مخفية لا يمكن الوصول إليها أو كشفها من قبل نقاط التفتيش وسيطرات القوات المحتلة، لأنه كان يؤمن أن فرصة القنص تأتي مرة واحدة ولا يمكن أن تتكرر باستمرار.
لم يكن يهاب الموت، وكان يدرك أنه ومع كل عملية قنص أنه لن يعود إلى داره، ولن تتكحل عيناه برؤية أطفاله، ولن يثلج، بدخوله إلى بيته، فؤاد أبيه وصدر أمه التي كانت متعلقة به، وهو البار بها، والمراعي لحقوق الله فيها، كيف لا والجنة تحت أقدامها، وكان كلما خرج إلى رحلة القنص الجهادي يصلي ركعتين تطوعاً لله، ويخرج متوضئاً متوكلاً على الله، بعد أن ينطق الشهادتين، موقناً بحتمية الموت في النهاية في هذا الدرب الذي ما سلكه أحد إلا ونال نصيبه، أجراً عظيماً، وخيراً عميماً في الدنيا قبل الآخرة، وكان كلما انتهى من عمله وعاداً منتصراً سالماً صلى ركعتي شكر لله على نعمة النصر وفضل طول العمر.
عرفه القاصي والداني بعد واحدة من أشهر عملياته حينما أكمل الغزاة احتلالهم للموصل حيث كانوا يقومون، وبرفقة الخونة والعملاء، برفع العلم الأميركي فوق بناية مجلس المحافظة، وسط المدينة، وحينها أستل سلاحه، كما يستل الفارس سيفه، وسارع إلى إحدى الحمامات العامة القريبة من بناية المحافظة، وقبل أن يكمل المحتلين رفع العمل الأميركي رفع هو راية الإسلام بطريقته الخاصة، حينما تمكن، وبتسديد من الله، أن يقتنص بسلاحه الجنود الثلاثة الذين كانوا يرفعون سارية العلم من نافذة احد تلك الحمامات، لتتشظى أجسادهم، قبل تشظي علمهم الذي غرق في برك دمائهم، ليعلنها صريحة، مدوية، ومن أول يوم لاحتلال مدينة الحدباء أن لا مكان لكم هنا، ولا بقاء لكم في أم الربيعين، وستحاربكم الأرض والسماء، الحجر والشجر، وكانت تلك أولى عمليات قنصه الجهادي في مدينة الموصل.
لم يكن يتواني عن قنص أعدائه في أي مكان يراهم فيه، حتى لو كانوا في طائرات في أكباد السماء، ففي أحدى غزواته، وكان وقتها يستقل سيارة برفقة أحد إخوته المجاهدين أبصر من بعيد طائرة مروحية للمحتلين، فترجل على وجه السرعة من السيارة وأعطى القيادة لزميله، وأخرج سلاحه القناص من شباك السيارة، بعدما جلس بجانب السائق، وما هي سوى لحظات حتى تدلى جندي محتل من الطائرة ليظل متدلياً بحزام كان مربوطاً به والدماء تقطر منه بعدما وضع رصاصة بين عينيه، فما كان من إحدى الطائرات المرافقة لتلك الطائرة إلا أن تطلق النار بكثافة على السيارة التي تمكن (الفارس) من مغادرتها مع زميله وهما لا يزالان على قيد الحياة، فنجيا من تلك العملية الجريئة بأعجوبة، بعد أن حفظه الله، ولا تزال سيارته لغاية الساعة مركونة بجانب الطريق في منطقة (رأس الجادة) في مدينة الموصل تروي للأجيال حكاية قناص لن يتكرر ولن تنجب الساحة مثله أبداً!
واحدة من أضخم عمليات القنص التي لن ينساها المحتلون وسيتذكرونها بألم وحسرة نفذها في مدينة الحويجة جنوب محافظة التأميم، حيث كان المحتلون في انتشار كثيف داخل المدينة وبكثافة عالية، فأخذ يقنص كلاب المحتل الواحد تلو الآخر، ولم يتوقف حتى بلغت حصيلته النهائية في ذلك اليوم الدامي اثنين وثلاثين جندياً أميركياً، في أشهر وأكبر عملية قنص تتعرض لها القوات المحتلة في يوم واحد على مر تاريخها، والبنتاغون والمحتلون جميعهم يتذكرون ذلك اليوم الأسود عليهم، الذي حول فيه القناص الجوال مدينة الحويجة إلى مقبرة للغزاة، بعد أن ترك بصمة في كل حي وشارع، وبقع الدماء منتشرة هنا وهناك لجنود الاحتلال لتشهد على خزيهم وعارهم الأبدي، فيما خرج هو من المدينة تاركاً المحتلين يدورون في حلقة مفرغة داخلها، باحثين عن المنفذ، الذي أبتعد عنهم، تحفه رعاية الله.
في أحد عملياته الجهادية وبعدما وصلته مع بقية زملاء جهاده معلومات أستخباراتية تفيد بأن مسؤولاً أميركياً كان في طريقه إلى الموصل، بحماية مليشيا البيشمركة الكردية، كمن لهم قرب أحد الجسور، ولما طال الانتظار، ولم يأت المسؤول الأميركي، شاء الله أن يمر بديلاً له رتل لقوات الاحتلال، فقرر اغتنام الفرصة وعدم العودة بلا صيد دسم، فسارع بعد أن أخذ الرتل يبتعد إلى ارتقاء الجسر، واضعاً قناصته على حافته، مستهدفاً آخر آليات الرتل، وكانت مدرعة أميركية، فأطلق النار على أحد الذين كانوا على متنها واضعاً رصاصة في رأسه، وأعقبها برصاصة ثانية أردى فيها الجندي الثاني، فسقطت خوذة ذلك الجندي على الأرض، في وقت غادر الرتل على وجه السرعة ولم يتوقف، فبادر رفاقه إلى حمل الخوذة التي سقطت من على رأس ذلك الجندي، فوجدوا فيها أثراً لرصاصة اخترقتها من الجهة الخلفية، وآثار دماء عليها، ما يشير إلى مقتل صاحبها، ودقة الرامي، ولا تزال هذه الخوذة موجودة يحتفظ بها زملاء جهاده، لا هو!
كان لا يتلذذ بطعم العيد ما لم يصطاد فيه جنديا محتلا، فهو يصاب بحزن كبير، وغم عميق لو أن عيداً مر عليه ولا يقدم لهذا الدين قرباناً من جنود الغزاة، لينحرهم على طريقته الخاصة عن طريق القنص، خصوصاً وأن رصاصاته لا تخطأ الرأس أو العنق، وفي أحد الأعياد، وبدلاً من أن يتجه إلى داره ويهنئ عائلته بقدوم العيد، حمل سلاحه بعد خروجه من الصلاة مباشرة وراح يتجول في حي الوحدة، وهناك أبصر دورية راجلة لجنود الاحتلال في صبيحة ذلك العيد، فقنص أثنين من أفرادها في ثوان معدودات وغادر بهدوء منسحباً من المكان، عائداً إلى عائلته، ليهنئهم بالعيد، فهو قد حصل على (عيدية) لا ينالها إلا من خشي الرحمن وخاف وعيد!
أما أجمل عمليات قنصه فكانت اثنتين أثبت من خلالهما حبه لأبناء أمته، وغيرته عليهم، حتى من شط عن الطريق منهم، ففي أحدى عمليات قنصه الجهادية، أقدم جندي محتل في إحدى محطات تعبئة الوقود بالموصل على أنزال مجموعة من المواطنين من سياراتهم الشخصية، ورصفهم بجانب الجدار الخارجي لتلك المحطة، وأجبرهم على الوقوف على قدم واحدة، وراح يعاملهم بقسوة تارة، ضاحكاً، مستهزءاً بهم تارة أخرى، فما كان من (أبو أنفال) إلا أن يسارع إلى سيارته ويخرج قناصته من مخبئها السري ويطلق النار على رأس ذلك الجندي المحتل، فأرداه في مكانه صريعاً، ثأراً لأبناء جلدته، الذين حاول ذلك الجندي اللقيط إهانتهم.
عملية أخرى لها وقع في النفوس، ولا يمكن لأحد من أهالي الحدباء أن ينساها مثلما لن ينساها المحتلون أنفسهم، يوم أقتنص في يوم واحد ثمانية جنود في حي الإصلاح الموصلي.
كان له شرف المشاركة في معركتي الفلوجة الأولى والثانية، فهو وكلما سمع بموقعة كبيرة هنا أو هناك في أرض الرافدين، أتجه بسيارته مع أحد معاونيه إلى هناك، غير عابئ بالطريق، ومخاطره، وسيطراته، ونقاط تفتيشه، واختلاف محافظته، وغيرها من الأمور التي تُصعّب من عملية التنقل بين المدن والمحافظات، وكان كلما وجد طريدة للاحتلال في طريقه، أخرج سلاحه القناص ليصطاد ما يسر له الله من علوج المحتل، حتى بلغت أعداد الظروف الفارغة التي كان يحتفظ بها ولا يرميها (2663) ألفان وستمائة وثلاثة وستون ظرفاً فارغاً، أكد هو أن كل ظرف فارغ هو لرصاصة استقرت في رأس أو جسد جندي محتل، وراح يؤكد لزملائه أنه سيعمل منها يوماً جدارية يكتب عليها بتلك الظروف الفارغة عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وبحجم كبير يتناسب وضخامة أعداد تلك الظروف الفارغة.
حرص على تدريب رفاقه المجاهدين وإخوة السلاح على كيفية القنص، وكان يؤكد لهم أنه يوماً ما سيرحل عنهم، إلى حيث لا عودة، إلى دار الخلد، وأنه يتوجب عليهم عدم التوقف من بعده، فتخرّج من مدرسته عدد من الرماة، باتوا اليوم أمهر قناصة الجهاد في الساحة، لا يزالون يعملون ويقتنصون جنود الاحتلال بذات الطريقة التي كان يستخدمها معلمهم ومدربهم (الجوال).
لم يكن يتحدث عن بطولاته أمام الآخرين، وإنما يقوم مساعدوه، أو من كانوا برفقته على كشف خفايا عمليات قنصه، وتفاصيلها، فهو كان يخشى الرياء، أو أن لا يصبح عمله هذا خالصاً لوجه الله تعالى، لهذا كان يرفض تصوير تلك العمليات في أحيان كثيرة، لولا أن عددا ممن كانوا معه يلتقطون لحظات قنصه لأعدائه، فظهرت عن طريقهم إلى الإعلام الكثير من عملياته، دون ان يدري هو بها أحياناً، ومنها عملية شهيرة جداً يقنص فيها جنديا محتلا ويسقطه من على ظهر عمارة شاهقة الارتفاع قرب مستشفى الموصل العام، وهي واحدة من أشهر عمليات القنص التي ظهرت في وسائل الإعلام.
أعقبت آخر غزواته في سبيل الله دموع وأحزان لدى محبيه، فقد قرر أن يقتنص عدداً من جنود الاحتلال كانوا متوقفين في نقطة تفتيش في أحد أحياء مدينة الموصل، فأخرج فوهة قناصه من شباك السيارة وأطلق الرصاصة الأولى فسقط الجندي الأولى دون حراك، وسارع إلى قنص الثاني كذلك، قبل أن يصطاد طريدته الثالثة، ليختفي بعد تلك العملية القناص (أبو أنفال)، مع عائلته ولم يعرف له أحد طريقاً أبداً!
البعض من أحبائه ورفاقه أكدوا أنه لا يزال يتنقل بين مدن العراق، ممارساً عمليات قنصه وجهاده هنا وهناك، حتى لا يتم كشفه، بعد أن رصدت قوات الاحتلال مئات الآلاف من الدولارات لمن يدلي بأية معلومة تفضي إلى اعتقاله، فيما رجح آخرون مقتله في مكان ما من أرض الجهاد.
فأن كان حياً فنسأل الله له الثبات، وأن يحفظه بحفظه، وأن يظل كما عهدناه سهماً في كنانة الإسلام، وسيفاً مسلطاً على رقاب المحتلين، ورصاصة في نحورهم، وأن كان قد قتل وألتحق بالرفيق الأعلى فنسأل الله أن يرزقه أعلى الدرجات، ويسقيه من رحيق مختوم، وأن يجزيه عن أمة الإسلام خير الجزاء، وأن يُثبّت من تركهم خلفه يجاهدون، ويقارعون، ويصطادون، ويقتنصون العدو المحتل، ممن دربهم على يديه، وأن لم تتحقق أمنيته في أكمال جدارية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) التي سعى لها يوماً، فحسبه أنه قبض شهيداً، نحسبه كذلك، وليطمئن وهو في عليّن، بإذن الله، إن إخوته المجاهدين أبناء الإسلام، وإخوة جهاده السائرين على ذات النهج وذات الطريق، هم من يكملون نقش جداريته ويرسمونها بدمائهم، قبل رصاصاتهم.
حسين المعاضيدي
 
روابط شبكة انصار المجاهدين

http://as-ansar.com/vb - رابط مباشر
http://as-ansar.org/vb - رابط مباشر 2
https://as-ansar.com/vb - رابط مباشر مشفر
https://as-ansar.org/vb - رابط مباشر مشفر 2
http://202.71.103.132/vb - رابط رقمي
https://202.71.103.132/vb - رابط رقمي مشفر
http://www.ansar1.info/ - رابط مباشر للمنتدى الانجليزي
https://www.ansar1.info/ - رابط مباشر مشفر للمنتدى الانجليزي

روابط شبكة الشموخ الاسلامية
http://www.shamikh1.info/vb - رابط مباشر
https://www.shamikh1.info/vb - رابط مباشر مشفر

روابط شبكة الفداء الاسلامية
http://www.alfidaa.info/vb - رابط مباشر
https://www.alfidaa.info/vb - رابط مباشر مشفر
http://www.alfidaa.org/vb - رابط مباشر 2
https://www.alfidaa.org/vb - رابط مباشر مشفر 2

روابط موقع التوحيد والجهاد
http://www.tawhed.ws - رابط مباشر
http://alsunnah.info  - رابط مباشر
http://almaqdese.net - رابط مباشر
http://abu-qatada.com - رابط مباشر
http://mtj.tw - رابط مباشر
http://tawhed.net - رابط مباشر


روابط موقع ارشيف الجهاد
http://jarchive.net - رابط مباشر
https://jarchive.net - رابط مباشر مشفر